في ظل الظروف الراهنة، والأحداث الكثيرة التي تمر بهذا العالم العولمي؛ يسعي الكثير من الناس جاهدين لزيادة مصادر الدخل اليومي لمجابهة ظروف الحياة.

إحدى هذه الطرق هي الاستثمار في البورصة وفي هذا المقال نسعى لتقديم معلومات حول الاستثمار في البورصة للمبتدئين قبل دخولهم هذا العالم الواسع؛ حتى تتمكن من زيادة أرباحك ودخلك وتجنب عيوب الاستثمار في البورصة كما يسعي هذا المقال لتقديم تعريف سريع بأشهر المصطلحات المتداولة بين المستثمرين كما يجيبك المقال عن عدة أسالة منها هل الاستثمار في البورصة مربح، و كيف ابدأ الاستثمار في البورصة وغيرها الكثير.

كيف الاستثمار في البورصة؟

حتى تبدأ في الاستثمار في البورصة عليك ببساطة معرفة ما معنى الاستثمار، وما معنى البورصة فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.

الاستثمار ببساطة هو: الوصول إلى أصول تعطى دخلاً أكبر في المستقبل عن طريق زيادة قيمتها مع مرور الزمن، أو أنها توفر مصدر دخل بشكل دوري، أو بسبب الأمرين معاً.

للتوضيح نضرب مثالاً يجمع كلا السببين وهو: الاستثمار في العقارات فلو أنك اشتريت منزلاً فقيمته تزداد مع مرور الوقت كما أنك يمكنك تأجيره لأسرة بإيجار شهري وبذلك يكون العقار قد وفر لك مصدر دخل، كما أن قيمته ستزداد في المستقبل.

أما البورصة فهي: سوق كبير تتم فيها المعاملات المالية المختلفة من بيع وشراء للأوراق المالية المختلفة من أسهم، وسندات، وغيرها.

وهذه الأسهم، والسندات تخص الشركات التي تريد الحصول على تمويل بالاقتراض عن طريق السندات، أو زيادة رأس المال عن طريق الأسهم.


لماذا تلجأ الشركات للبورصة؟ وما هي الأسهم والسندات؟

تبدأ أي شركة مهما عَظُمت بتمويل صغير لكن مع توسعها ،و زيادة أعمالها، أو نتيجة حاجتها لسد بعض الديون  تسعى للحصول على تمويل أكبر ؛وهنا يصبح أمامها طريقان: إما البنوك، وإما البورصة.
طريق الاقتراض من البنوك يجعل الشركة مثقلة بالديون ؛وهو ما لا تتحمله كثير من الشركات خاصةً الناشئة مما يُلجأ الشركة للبورصة لزيادة رأس مالها حيث تقوم بطرح نفسها في البورصة في عملية تسمى الاكتتاب.
الاكتتاب هو عرض جزأ من ملكية الشركة كأسهم  للمستثمرين وبهذا يمكن لأى شخص امتلاك جزأ من الشركة بتمويلها أي: شراء سهم فيها ؛وبهذا يصبح المستثمر أحد الملاك لهذه الشركة ،كما أنه يحصل على نسبة من الأرباح تتناسب طردياً مع عدد الأسهم التي تم شراءها ،بل ويؤثر في القرارات التي تتخذها الشركة.
كما يعتبر سعر السهم مؤشراً يمثل أداء الشركة فارتفاع سعره يعنى غالباً تحسن أداء الشركة والعكس صحيح.
كما يمكن للشركة الحصول على تمويل داخل البورصة في شكل ديون وهي ما تسمى السندات.

 

وهكذا يمكننا تعريف الأسهم كالتالي: هي أحد أنواع الأوراق المالية التي تصدر عن الحكومات، أو الشركات وتكون ذات قيمة متساوية؛ يتم تداولها في السوق ويكون المشترى لها حاصلا على نصيب من ملكية الشركة ورأس مالها وبالتالي أرباحها ويكون له الحق في التأثير على قرارتها بالتصويت.
أما السندات: فهي أحد أنواع الأوراق المالية التي تصدر عن الحكومات أو الشركات ويمكن تداولها وهي تمثل وثيقة تمويل للشركة تتعهد فيها الشركة بسداده خلال فترة معينة وبالتالي فهو يمثل ديناً.
وهذه مقارنة بين الأسهم والسندات

السندات

الأسهم

أوجه المقارنة

دين على الشركة

حصة من ملكية الشركة

يمثل

فائدة ربوية سنوية تأخذ من الشركة

أرباح تحددها الجمعية العمومية للشركة

العائد

ليس لصاحبه أي تأثير على قرارات الشركة

لصاحبه الحق في التأثير على قرارات الشركة

الحق في التأثير على قرارات الشركة

 أقل

أعلى

المخاطرة

محدد

غير محدد

تاريخ الانتهاء


هل الاستثمار في البورصة مربح ولماذا؟

الاستثمار في البورصة يعد من أكثر مصادر الربح لعدة أسباب منها:

1.     الحفاظ على قيمة مدخراتك، وزيادتها مستقبلاً لتحقيق أهداف أكبر مستقبلاً.

2.     حماية مدخراتك من أخطار التضخم، وتغير أسعار العملة.

3.     مراقبة نفقاتك، وتحسين الثقافة المالية، والوعي الاقتصادي.

4.     تأجيل إشباع الرغبات الشرائية؛ حيث يُلزِمك الاستثمار بترك الاندفاع العاطفي في الشراء حرصا على أموالك اللازمة للاستثمار.

5.     تكوين صندوق مالي للتقاعد يحميك وقت ضعفك مستقبلاً فلا تتأثر بانخفاض مرتب الوظيفة.

6.     كلما بدأت مبكراً كلما زادت أرباحك على المدى الطويل؛ لتضاعف الأرباح.

7.     لا يلزم أن تمتلك مبلغا ضخماً للاستثمار؛ بل يمكنك البدء بأقل القليل فيمكنك حتى استثمار 1000 جنيه في البورصة فقط.

8.     لا يوجد سن محددة لكي تبدأ.

كيف ابدأ الاستثمار في البورصة؟

مفاهيم يلزم معرفتها قبل الدخول في عالم الاستثمار.

أولا: عليك تحديد الهدف من الاستثمار ؛فمجرد حاجتك للمال أو مجرد حاجتك لزيادة المال ليست دافعًا قويًا لدخولك عالم الاستثمار، بل ينبغي عليك تحديد هدف واقعي يمكن قياسه ويكون دافعًا قويًا لك لإكمال الطريق ،والصبر على العقبات.
ثانيا: ينبغي حصر نفقاتك وتحديد إمكاناتك و قدر المال الذي تستطيع بدء مخاطرة الاستثمار به ،كما يفضل معرفة نوع سوق الاستثمار المناسب لمقدار المال المتوفر لديك.
ثالثا: إياك والبدء في الاستثمار في مالك الذى يمثل حاجاتك الأساسية اليومية، أو الشهرية ؛بل تستثمر في المال الفائض  أو المدخرات  ،كما أنه يلزم معرفة قدرتك على تحمل المخاطرة فمقدار المخاطرة يختلف من بلد لآخر ومن شخص لآخر فمخاطر الاستثمار في الدول النامية غير المتقدمة، ومخاطر الاستثمار عند رب الأسرة غيرها عند الشاب العازب.
رابعا: معرفة أن الاستثمار عمل يتطلب وقتًا و جهدًا ومتابعة  وليس ماكينة تديرها وتتركها لحالها لتدر عليك المال، بل قد تلجأ لخبير يدير لك المشروع برمته.

خطوات الدخول لعالم الاستثمار:

مصادر تعلم الاستثمار.

يمكنك تعلم الاستثمار بعدة طرق نذكر منها:

1.     الكتب: كأي مشروع يلزم دراسته وفهمه فالاستثمار له كتب كثير أشهرها:
1-
المستثمر الذكي للكاتب بنيامين جراهام.
2-
الأب الغني، والأب الفقير للكاتب لروبيرت كيوساكي.
3-
المبادئ: الحياة والعمل للكاتب راي داليو.
4-
 الكتاب الصغير الذي يقهر السوق لكاتبة جويل غرينبلات.
5-
دليل المبتدئين لسوق الأسهم للكاتب ماثيو كراتر.

2.     المنصات التعليمية: كمنصة إدراك ويودومي وكورسيرا وغيرهم تحتوي كل منها على مساقات ودورات تعليمية لكيفية الاستثمار وأهم طرقه.

3.     اليوتيوب: يمتلئ اليوتيوب بالكثير من القنوات التي تتحدث عن الاستثمار وآخر الأخبار الاقتصادية.

4.     المواقع الاقتصادية المختصة بالاستثمار والاقتصاد.

الاستثمار على أرض الواقع.

وذلك في عدد من الخطوات نوضحها على النحو التالي:

1.     اللجوء لشركة وساطة بينك وبين البورصة فلا يمكنك التعامل مع البورصة مباشرةً

2.     الحصول على كود من شركة الوساطة يمثلك داخل قاعدة القومي داخل البورصة_ وللحصول عليه داخل مصر خاصةً تقدم لشركة الوساطة الأوراق الرسمية التالية:
1-
بطاقة الرقم القومي للمصرين وجواز السفر لغير المصريين.
2-
شهادة الميلاد للقاصر وبطاقة الرقم القومي لوليه.
3
ـ-السجل التجاري، والبطاقة الضريبية لو كان العميل متمثل في شركة.

3.     قد تطلب بعض الشركات أوراق أخرى.

4.     تقوم شركات الوساطة بخدمتك في الاستثمار عن طريق:
1
ـتقديم خدمات التحليل المختلفة للسوق كالتحليل المالي، والفني، والبحوث، والتقارير التي تساعد المستثمر على اتخاذ القرارات السليمة خاصة عند الظروف الشديدة كالأزمات.
2
ـإمداد المستثمر بما يحتاجه من معلومات حول إمكانية شراء وبيع الأسهم الجديدة وبيع القديمة.

5.     بعض الشركات بدأت عمل تطبيقات، ومواقع إلكترونية تجعل التواصل معها أسهل ولا يلزم منه التواجد دائمًا في مقر الشركة.

 

الاستثمار عن طريق الإنترنت.

يمكنك بدء الاستثمار في البورصة عن طريق الإنترنت وذلك يلزم له أداتين:

1.     جهاز حاسوب أو هاتف زكى متصل بالإنترنت.

2.     منصة تداول موثوقة ومرخصة لتفتح عليها حسابًا وتبدأ الاستثمار.

وتبدأ بالاستثمار بنفس الطريقة على أرض الواقع لكنه من المنزل وهناك منصات تسمح لك بالاستثمار في عدة دول.

عيوب الاستثمار في البورصة ما هي؟

يعتقد الكثير من الناس أن الاستثمار هو ربح فقط دون خسارة أو أنه لا يوجد به عيوب لكن كي تكون واقعيا يلزمك النظر لكلا الجانبين السلبي والإيجابي للاستثمار.
لعيوب و مخاطر الاستثمار عدة أمثلة نذكر منها التالي:

1.     التقلبات المستمرة: ونعنى بذلك عدم ثبات السوق، وتأرجحه بين الزيادة والنقصان حسب الكثير من العوامل.

2.     خطر العملة الأجنبية والاستثمار الأجنبي: يحدث هذا عند الاستثمار بعملات أجنبية تتعرض للتقلبات حسب اقتصاد بلادها وأحوالها من الكوارث الطبيعية أو الحروب كمثال حروب روسيا وأوكرانيا.

3.     خطر التجمد: قد تقل السيولة في السوق؛ مما يعجز المستثمر عن بيع الأوراق المالية الخاصة به، أو قد يبيعها بسعر منخفض.

4.     خطر سلة البيض الواحدة: نعني به التركيز على نوع واحد، أو شكل واحد من أشكال الاستثمار، أو سوق واحد، أو شركة واحدة مما قد يؤدى بالمستثمر لخسارة ماله كله إذا تعرض هذا السوق لانخفاض، أو فقدت الشركة قدرتها على التنافس.

5.      خطر السندات: قد يضر السند بالمستثمر بسبب انخفاض قيمة الفائدة الربوية بعد شرائها بفائدة مرتفعة، أو محق البركة منها لأنها قرض ربوي، كما أن الشركة قد تواجه صعوبات تؤدى لتخلفها عن السداد أو عجزها التام عنه مما قد يؤدى لخسارة المستثمر جزأ من ماله.

6.     خطر التضخم وانخفاض سعر الفائدة: قد تؤدى الظروف الاقتصادية في بلدك إلى انخفاض سعر الفائدة مما يعطى عوائد أقل على رأس المال كما قد تؤدى الظروف الاقتصادية إلى تضخم يغطي على العوائد من رأس المال.

7.     مخاطرة قصر الأفق: ونعني بها حدوث طارئ علي حياة الفرد كمرض أ زواج أو منزل يضطر الشخص الي تقصير زمن خطة الاستثمار مما يعطي عوائد أقل.


كيف تنجو من أخطار الاستثمار؟

بعد عرض الداء لابد من عرض الدواء وهذه بعض النصائح التي تساعدك على تجنب الأخطار، وتحقيق أرباح أكبر:

1.     لا تضع كل البيض في سلة واحدة: يلزم عليك تنويع استثمارك قدر الإمكان في عدة أسواق ودول وشركات لتجنب الخسائر المحتملة في أحدها كما أنه يلزم عليك مع ذلك دراسة السوق بشكل جيد والاستثمار حسب قرارات علمية مدروسة، لا حسب أوهام، أو عواطف، أو شائعات، كما يمكنك الاستعانة بمستشار مالي في ذلك.

2.     حدد نوع الاستثمار: هل هو استثمار عالي المخاطرة كبير الأرباح أم العكس، وهل هو طويل أم قصير الأجل وهذا يعتمد على: شخصيتك، وقدرتك المادية ويفضل في هذه الحالة استشارة شخص خبير.

3.     تحري الحلال والحرام: يسأل الكثير هل الاستثمار في البورصة حلال أم حرام فيلزم عليك التعرف على فقه المعاملات المالية؛ لأن البورصة سوق كأي سوق آخر يخضع لنفس القواعد الشرعية؛ فيلزم عليك الاستشارة، والتعلم قبل الخوض في الكسب.

4.     حاول تأمين صندوق للطوارئ: هذا الصندوق مخصص للظروف الطارئة في حياتك كي تبتعد عن إيقاف الاستثمار بسبب الظروف كالزواج، أو حادث.

5.     المراقبة والمراجعة المستمرة والدراسة المتأنية: يلزم عليك مراقبة سوق الأسهم الخاص بك، واتخاذ القرارات اللازمة المبنية على استشارة موثوقة؛ فليس كل زيادة في سوق الأسهم معناها بيع الأسهم فقد تكون هناك زيادة أخري في المستقبل، كما أن بيع الأسهم الضعيفة التي بدأت تخسر يجب أن يكون سريعاً، حتى لو شكل هذا بعض الضغط النفسي فيجب أن تكون عقلانياً في قراراتك مهما حدث.

6.     لا تنظر أسفل قدميك: حاول دراسة المستقبل الخاص بكل شركة، أو قطاع ومحاولة استنباط مستقبله بناء على دراسة وافية؛ حتى تتخذ قرارات الشراء والبيع في الوقت المناسب، وكي لا تصبح ريشة في مهب الريح.
 كما أنه يلزم عليك الدخول في استثمار ولو صغير في استثمار طويل الأجل؛ لأن أرباحه تتضاعف بشكل كبير مع مرور الزمن، كما تقل مخاطره.

7.     راقب الرسوم والعمولات والضرائب: تذكر أنك عند الاستثمار تعمل مع عدة شركات، ووسطاء، ومستشارين ولكل منهم أجره؛ فيلزم عليك مراقبتها ودراستها؛ كي لا تتفاجأ بمصاريف غير متوقعة، كما يلزمك دراسة قانون بلدك؛ لمعرفة نسبة الضرائب على معاملاتك إذ أن ذلك ينبني عليه اختيار السوق المناسب، والمكان المناسب للاستثمار.

 

في النهاية بعد قراءتك لهذا المقال نتمنى أنك قد كونت أرضية معرفية صلبة تمكنك من الدخول لعالم الاستثمار بقدم راسخة فقد تعرفنا مع بعضنا: معني الاستثمار والبورصة، وأهم المصطلحات المتعلقة به، كما تعرفنا على مصادر تعلم الاستثمار، وقمنا برحلة قصيرة في مميزات الاستثمار، ومخاطره؛ كي تتكون لديك نظرة واقعية متوازنة، كما عرجنا في النهاية علي أهم نصائح المحترفين كي تتمكن من الاستثمار بأمان.

 


تعليقات